ملفات

الرمال السوداء .. كنز مصري جديد يقود التنمية ل50سنة قادمة

الحدث 60


افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ.

ويعد مصنع الرمال السوداء هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، معتبرا إياه إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة.

وداخل المجمع التابع لـ "الشركة المصرية للرمال السوداء"، يجري استخلاص الركائز المعدنية الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محليًا وعالميا.

وتمتلك مصر، 11 موقعا غنيا بالرمال السوداء، ويتم فصل تلك الرمال في أماكنها بأجهزة خاصة، وتتحول بعدها لمنتجات استراتيجية و41 صناعة مهمة، وفق بيانات حكومية مصرية.

ويأتي افتتاح المشروع البارز استجابة لتكليفات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتعظيم القيمة المضافة للمعادن الاقتصادية المستخلصة من الرمال السوداء في مصر، والذي اعتبر في حديثه نهاية العام الماضي أنّ المعادن المستخرجة ستحقق للبلاد أكبر فائدة اقتصادية واستثمارية.

وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن مصر ستحقق استفادةً كبرى من مشروع الرمال السوداء، بتعظيم القيمة المضافة للمعادن المستخلصة منها، ثم تحويلها إلى منتجات لمختلِف الصناعات، الأمر الذي يساهم في دفع عجلة الاقتصاد بالبلاد.


وتدخل مستخلصات الرمال السوداء في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأصباغ والورق والجلود والدهان والسيراميك وسبائك المحركات وتركيبات الأسنان والأسرة المعدنية والخرسانة التي تتحمل الحرارة العالية والحديد الإسفنجي وأحجار الجلخ والصنفرة وفلاتر المياه والهواتف الذكية والسيارات العاملة بالكهرباء.

ومن جانبه قال رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء اللواء مجدي الطويل، إن أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء تتمثل في الإلمنيت، والزيركون، والجارنت، والروتايل، والمونازيت، والماجنتايت.

ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع "الإلمنيت" نحو 298 ألف طن في العام، ولمصنع "الزيركون" نحو 25 ألف طن في العام ولمصنع "الجارنت" نحو 12 ألف طن في العام، ولمصنع "الروتايل" نحو 11 ألف طن في العام ولمصنع "المونازيت" نحو 145 طنا في العام.


من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري، علي الإدريسي، أن مصر تمتلك موارد طبيعية مهمة، وظلت لسنوات تصدرها ثم تستوردها في صورة سلع مصنعة، مما يكبدها خسائر كبيرة، ولهذا اتجهت لتغيير تلك الاستراتيجية بتنفيذ عدد من المصانع للاستفادة من هذه الموارد لخلق قيمة مضافة بشكل أكبر بدلا من تصدير المنتجات كمادة أولية، بما يحقق عوائد إيجابية على الاقتصاد الوطني

وقال الدكتور عماد أبو الدهب عميد كلية العلوم بجامعة حلوان، أن الرمال السوداء المصرية تتواجد على طول الساحل الشمالى للبحر المتوسط، ما بين بحيرة البرادويل غربا وحتى العريش شرقا، موضحا أن رواسب الرمال المصرية السوداء تحتوى على العديد من المعادن الثقيلة والاستراتيجية التى تحتوى على عناصر فلذية ومشعة ونادرة، تخدم الصناعات الفلذية والنووية.

وأضاف أن تلك المعادن تتواجد بتركيزات اقتصادية ومن أمثلة تلك المعادن الالمنيت، الجارنت، والمونازيت، والزيركون، والروتايل، بالإضافة إلى بعض المعادن الثانوية مثل الذهب والثروايت، وتمثل معادل الالمانيت والروتايل مصدر مهم لأوكسيد التيتانيوم الذى يستخدم فى صناعة الاصباغ بينما يمثل معدن المونازيت مصدر مهم للعناصر الأرضية النادرة والمشعة وخصوصا عنصر الثاريوم، ولذا فإن فصل هذه المعادن من الرمال السوداء وتركيزها يمثل إضافة مهمة جدا للمواد الخام التى تخدم الصناعة المصرية.

والرمال السوداء تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة تكتسب أهمية اقتصادية حيث تدخل في صناعات استراتيجية هامة، وأطلق عليها هذا الاسم لاحتوائها على نسبة عالية من معادن الحديد ذات اللون القاتم الأسود مثل الإلمنيت والماجنتيت.

ومن أبرز المعادن الموجودة في الرمال السوداء معادن الإلمنيت، الزركون، الماجنتيت، الروتيل، الجارنت بالإضافة إلى المونازيت والذى يحتوى على مواد مشعة، وتعمل الدول على استخلاص تلك المعادن من الرمال السوداء لاستغلالها اقتصاديا وفي الوقت نفسه تطهير الشواطئ من المواد المشعة الضارة بالبيئة.

وتتواجد رواسب الرمال السوداء في مصر بكميات اقتصادية كبيرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط وتنتشر بطول الساحل من أبي قير بالإسكندرية وحتى رفح بطول حوالي 400 كم، كما تتواجد في مناطق أخرى في جنوب منطقة برنيس وبحيرة ناصر.

وتشير التقديرات إلى أن الاحتياطي الجيولوجي من الرمال السوداء في مصر يصل إلى نحو 1.3 مليار متر3 تنتشر في مناطق رشيد في البحيرة ودمياط وبلطيم في البرلس بكفر الشيخ والعريش في شمال سيناء، فيما يصل متوسط تركيز المعادن الثقيلة فيها حوالي 65%، ليعد بذلك أكبر احتياطي على مستوى العالم.

وتحتوي الرمال السوداء في مصر على حوالي ثمانية أنواع من المعادن الثقيلة تتراوح نسبتها في تكوين هذه الرمال ما بين 1- 8%، وتصل إلى أكثر من 80% في منطقة البرلس في محافظة كفر الشيخ وهو أعلى تركيز لهذه المعادن في الرمال السوداء.

التعمير
الرمال السوداء