السبت 27 ديسمبر 2025 10:13 مـ 7 رجب 1447هـ
أراء

الدكتورة رانيا سبانو خبير القانون الدولي السوري تكتب: رسالة من الوالد

الحدث 60

أنا محمد مروان سبانو، والدُ رانيا،

وأكتب هذه الكلمات من قلب أبٍ يرى في ابنته ما لا تُدركه العيون إلا لمن يعرف سرّ العزيمة.

رانيا ليست مجرد اسم…

هي إرادة الحق حين يقف،

وصوت العدالة حين يعلو فوق كل تردد،

وقانونٌ يُقرأ لا يُحلّف حبرًا.

هي دكتورة في القانون الدولي، ومحكّمةٌ في أعلى منابر التحكيم،

تعرف أن الحق لا يُخشى،

وأن في قول الحقيقة شجاعة لا تُقاس.

رنّيتها يوم كانت تسأل وتبحث…

فردّت عليّ بابتسامتها المعهودة:

“القانون ليس فقط قواعد تُكتب…

بل حياة تُحمى، وضمير يُسمع.”

وقد أثبتت ذلك في أم الدنيا،

في جمهورية مصر العربية،

حيث وقفت بين قامات قانونية لأُناسٍ عرفوا معنى العطاء،

وعرفوا أن القانون لا يُنصف إلا من يؤمن به واقعًا قبل أن يؤمن به نصًا.

وقد كان التكريم من المركز الأممي للقانون،

وتحت رعاية سعادة المستشار كمال عبد الرحمن خليفة،

حين منحها جائزة أفضل شخصية لعام 2025

في مركز كميت للتحكيم،

تكريمًا للجهد، وفخرًا بالعطاء، وتقديرًا للمنهج الراسخ.

وليس غريبًا عليها أن تُقيم من يصون الكلمة،

ويُعلّي الحجة،

ويُقدّم القانون واقعًا لا شعارًا.

هي التي تعلم أن الأسرة ليست فقط خلية المجتمع…

بل هي قِبلة القيم،

ومنبع التربية،

وجذر البناء.

هي التي آمنت أن المرأة شريكة الرجل ونصف المجتمع،

وأن الأم التي تُربي النصف الآخر

هي التي تبني أجيالاً وقاماتٍ ومجتمعات.

وأنا، وأنا أراها اليوم تُكرَّم بين رجال القانون

وعلماءٍ في أعلى مدارج الفكر والتحكيم،

أقول لها، بلهجة الأب الذي عرف فيكِ معنى الفخر:

أنا فخور بكِ يا نبض القلب،

يا صوت الحق الذي لا يخشى لومة لائم،

يا من تحملين فلسطين في ضميرك،

وترفعين قضيتها في ميادين القانون الدولي!

نعم…

هي لا تكتب عن فلسطين،

هي تُحاكم الظلم بفلسطين،

وتدافع عن الحق كما تدافع عن روحٍ في جسدٍ واحد.

فلتبقِ رانيا سبانو

نبراسًا للحق،

وقانونًا يُقرأ بالقلب قبل أن يُقرأ بالنص،

وصوتًا لا يهدأ حتى تُشرق العدالة في كل مكان.

وتحية احترامٍ واعتزازٍ لكل من عرفها

ومركز كميت للتحكيم،

والمركز الأممي للقانون