رئيس شركة ”Carz”: ريادة الأعمال لا ترتبط بالمشروعات الصغيرة بل تمتد للمشروعات المتوسطة والكبيرة


قال المهندس عبدالرحمن السعيد، رئيس مجلس إدارة شركة Carz و خبير تطوير المشروعات الناشئة ورائد الأعمال، إن ريادة الأعمال لا ترتبط بالمشروعات الصغيرة فقط، بل تمتد للمشروعات المتوسطة والكبيرة، فهي تعني في المقام الأول بالابتكار والنماذج المطورة لأفكار موجودة بالفعل، أو نموذج جديد يحل مشكلة حياتية ولم يطبق من قبل.
وأضاف عبد الرحمن السعيد، خلال استضافته ببرنامج نهارك سعيد المذاع على قناة النايل لايف، أن مصر تشهد طفرة في البرامج الإلكترونية التي تقدم خدمات من خلال الهاتف تتعلق بمجالات كثيرة مثل الصحة والتعليم وخدمات ورقية وغيرهم، وجميعها تساعد المستخدم على الوصول للهدف بسهولة وحجز مواعيد وإنهاء إجراءات وتقديم خدمات بمقابل للأخرين، مشيرا إلى أن رائد الأعمال يجب أن يتمتع بالمرونة الكافية لمواجهة تحديات السوق والعمل، كما يجب أن يكون لديه أساسيات المعرفة بالعمل مثل الإدارة المالية الجيدة للمشروع حتى يستطيع مقياس مدى النجاح.
وتابع: "كما يجب أن يتوافر لدى رائد الأعمال الإدارة التسويقية الماهرة، لترويج مشروعه بشكل جيد لدى مجتمع المستخدمين، وأيضا يجب أن يدرس مجال عمله جيدا بحيث يتخطى العقبات التي واجهت من سبقوه بسهولة ويبدأ من حيث انتهى الأخرون".
وأشار عبد الرحمن السعيد إلى أن رأس المال مهم لأي مشروع جديد، ولكنه ليس الأهم فالدولة المصرية تطرح باستمرار مبادرات لتشجيع صغار المستثمرين والشركات الناشئة، كما يمكن الدخول في شراكات مع أخرين، لافتا إلى أن الأهم في بناء المشروع الجديد هو عدم التسرع وبدء العمل على شريحة صغيرة بميزانية معقولة لإثبات النجاح، وبعدها يمكن التحول للمشروع الكبير بعد تهافت الميزانيات على المطور.
وحول فكرته الخاصة "car care"، والتي تقدمها شركة Carz فقد شرح السعيد فكرة لحل مشكلة تنظيف السيارات الخاصة بشكل يومي وعلمي ومستدام يحافظ على البيئة، وعند المنزل دون التوجه لمكان آخر، قائلا: "غسيل السيارات بالمياه يعرضها للتلف، وكان علينا البحث عن وسيلة توفر الوقت والجهد وتحافظ على سيارة العميل، وقبل كل ذلك توفير استخدام المياه لمراعاة البُعد البيئي، ولذا وفرنا وسيلة لغسل السيارة بنحو 3 لتر مياه على الأكثر باستخدام الغسيل المطور، ما يوفر نحو 120 لتر مياه تستخدم في الغسيل العادي، وذلك باستخدام تقنية Water less، الصديقة للبيئة والتي تعتمد على أدوات كيميائية غير مضرة للسيارة وصديقة للبيئة".
وأضاف: "بعد استيراد هذه المواد، قمنا بتطوير فكرة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، وذلك بفتح خط إنتاج محلي لتصنيع للمواد الكيميائية محليا، تماشيا مع خطة الدولة المصرية لتقليل الاستيراد وتوطين الصناعات، وبات لدينا فريق متخصص يتوجه فورا لمحل تواجد العميل وبصحبة المختص مجموعته الخاصة من الأدوات لإنجاز عمله في أسرع وقت وبأفضل طريقة، وبسعر مناسب للجميع".
وقال السعيد، إن عمل مشروعه بدأ في وقت كورونا، وتم تدريب العاملين بشكل جيد، ولم يستهلك الكثير من المال حيث تم استئجار المخزن والسيارة المستخدمة و4 عاملين فقط، وانطلق العمل في محافظة بورسعيد، وبعد عامين انتقل إلى شرم الشيخ، وتم تكريم الشركة من المحافظ السابق اللواء خالد فوده باعتبارها من الشركات المستدامة صديقة البيئة، ثم استمر النجاح ليصل إلى القاهرة الجديدة بالكامل ومدينتي.
وأكد السعيد أن المجتمع المصري يحتاج لريادة الأعمال بشكل كبير، لمساعدة الدولة في حل أزمة التوظيف وتنمية الاقتصاد، وفتح مسارات عمل للعديد من الشباب، لافتا إلى أن أي عمل يواجه تحديات وانتكاسات ومعوقات، ولكن نجاح رائد الأعمال يكمن في قدرته على تجاوز كل ذلك، ولعل أزمة تنمية الوعي لتقبل الأفكار الجديدة تعد أبرز التحديات التي يجب مواجهتها بالقدرة على توصيل الرسالة لأكبر عدد من المستخدمين.
ووجه المهندس عبد الرحمن السعيد نصيحة للشباب قائلا: "لا يتطلب الأمر وجود مكتب كبير وميزانيات ضخمة، فعليك أن تبدأ وفق إمكانياتك مهما كانت ضئيلة، وبعد النجاح يكبر المشروع بشكل طبيعي، كما أن إقبال الأخرين على تطبيق نفس الفكرة لا يعد أمر سيئ بل يخدم عملك بانتشاره ويضمن لك ريادتك، علاوة على أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يوفر الكثير من الوقت والجهد للترويج والدعاية، وعليك حسن استخدام هذه الوسائل".