محافظات

والدة شهيد كفرالشيخ: أبني تنبأ بالشهادة وأوصاني أن أطلق الزغاريد

والدة وعم الشهيد
والدة وعم الشهيد

قالت الحاجة ماجدة حسن إسماعيل زويل، والدة الشهيد البطل مجند محمد فوزي فريد زبيدة، أبن قرية الزبيدة التابعة لمدينة سيدي سالم بكفرالشيخ، أن ولدي تنبأ بإستشهادة وأوصاني أن أطلق الزغاريد إلي عنان السماء، وأن لا أبكي عليه، مؤكدة أنه كان وطني من الدرجة الأولي ويحب مصر حباً شديداً.

وأضافت ولدة الشهيد في حوارها لـ " الحدث 60 "، أن الشهيد كان مكافح ويساعدني في تربية أشقائه، موضحة أنه عندما تقدم بأوراقه للتجنيد كان يريد أن يكون ضابط إحتياط في الجيش المصري العظيم، لينال شرف التطوع في الجيش ... وإلي نص الحوار

- في البداية حدثينا عن الشهيد محمد؟

أسمه الشهيد محمد فوزي فريد زبيدة، وليد في 1 من أكتوبر عام 1991 حاصل علي ليسانس لغة عربية، كانت حياته كلها كفاح منذ صغر سنه، وذلك لأن والده توفي في عام 2009، وتحمل الشهيد محمد مسئولية البيت وتربية أشقائة، حيث كان طالب بالجامعة، وكان يعمل في مضارب الأرز وغيرها، ويوفق بين العمل وبين الدراسة حتي يتمكن من تربية أشقائة الإثنين إخلاص، وفياض الذي كان في كلية طب أسيوط.

- كيف تقدم بأورقه للخدمة في الجيش؟

في عام 2015 جلس الشهيد محمد يتحدث معي، وقال لي أنه سيقدم أوراقه للتجنيد، في البداية قمت بالرفض، نظراً لكونه هو من يتحمل المسئولية بعد والده عليه رحمة الله، فغضب الشهيد محمد غضباً شديداً، وقال " ياماما لو كل أم منعت أبنها من خدمة الوطن مين اللي هيخدم مصر، دي مصر ياماما "، هنا شعرت أن الشهيد محمد يعشق تراب هذا الوطن، فقررت ألا أمنعه، بالعكس أصبحت حريصة جداً علي تقديم أوراقه للتجنيد، وتقدم بأوراقه بالفعل.

- هل كانت له أمنيه معينه تحدث معكي فيها أثناء تجهيز أوراق التجنيد؟

نعم الشهيد محمد أبني كان يتمني أن يتم إختياره ضابط إحتياط بالجيش المصري، وليس مجند، وعندما سألته عن ذلك، قال: ياماما أنا نفسي أكون ضابط إحتياط وأتطوع في الجيش ونقضي علي الإرهاب والتطرف، وأنال شرف إني أكمل باقي حياتي في خدمة الوطن، وأكون أحد أفرد الجيش المصري العظيم، وأفتخر وأيضاً يفتخر أولادي بذلك، ولكنه تم أختيار دفعته بالكامل مجندين.

- ماذا قلتي للشهيد عند ذهابه إلي أداء الخدمة أول مرة؟

بعد ذهابه أكثر من مرة إلي منطقة التجنيد، وسماع سلاحه، تم تحديد يوم للذهاب إلي مركز التدريب، فعندما أخذ جميع ملابسه وأستعد للسفر إلي مركز التدريب، جاء وسلم علي وقام بتقبيل يدي وقال لي أدعيلي ياماما، فقلت له " اسمع يامحمد أنت رايح الجيش ياترجع ليا راجل، ياترجع ليا شهيد "، قال لي حاضر ياماما، وقد سمعها الله مني ورجع لي شهيد.

- ماذا قال لك الشهيد محمد في أخر مكالمة بينكم؟

في أخر مكالمة بيننا تحدثت معه واطمئنيت عليه، واطمئن مني علي أخوته، وأحوالهم، وجيراننا، وأخبرني أنه كتب قصيدة في حب مصر، وفي الجيش المصري البطل، وأخذ يمدح في مصر والجيش، وسمعني أبيات القصيدة، حتى شعرت بالفخر الشديد، أن لي ولد في الجيش المصري.

- هل تبأ الشهيد بأنه سيستشهد؟

نعم حدثني هاتفياً وقال لي ياماما أنا سأنال الشهادة، وهذه الشهادة شرف وفخر، وحملني أمانه أن أزغرد عندنا أسمع خبر استشهاده، وأخذ يواسيني ويذكرني بالموت، وأننا جميعاً سنموت، بالإضافة إلي أنه كان حريص خلال المكالمة علي مواساتي بشكل كبير، وكأنه متأكد من أنه سينال الشهادة في سبيل الله.

- هل أوصاكي الشهيد بشئ؟

في حديثي معه هاتفياً أوصاني وحملني أمانه أن أزغرد عند سماعي خبر إستشهادة وقال لي " ياماما أمانه عليكي أول ما تسمعي خبر استشهادي تطلقي الزغاريد إلي عنان السماء "، وبالفعل عندما سمعت خبر استشهادة أطلقت الزغاريد أما بيتي وناديت بأعلى صوتي وقلت أنا أم الشهيد أنا أم البطل.

كيف تلقيتي خبر أستشهاد البطل؟

جميع أهالي القرية كانو علي علم أن إبني استشهد لكن الجميع أخفي عني الخبر، وأبلغوني فقط أن شقيق زوجي توفي في المستشفي المركزي، وفي الليل جاءت لي شقيقتي وقالت لي أن محمد أبني استشهد في الجيش، علي الفور تذكرت وصيته وأمانته لي أن أطلق الزغاريد إلي عنان السماء، وبالفعل قمت بإطلاق الزغاريد بشكل هستيري، أخذت أردد بأعلى صوتي أنا أم الشهيد أنا أم البطل، وعند وصل جثمان أبني حملته وأطلقت الزغاريد، وعندما وصلنا إلي القبر، قمت بحمل أبني مع الرجال من النعش ملفوف في علم ووضعته في القبر وأنا أطلق الزغاريد، عملا بوصيته.

هل لديكي رسالة إلي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

لدي طلب ورجاء إلي فخامة الرئيس البطل عبدالفتاح السيسي، والله نفسي أشوفك وأسلم عليك ياريس، طلبي أني تتقابل مع الرئيس السيسي، هذا هو طلبي الوحيد من هذه الدنيا.

- ماذا تقولي لأمهات الشهداء؟

أقول لأمهات الشهداء وأنا منهم يجب ألا نحزن علي أبنائنا لأنهم سبقونا إلي جنة الرحمن، وسيشفعون لنا يوم القيامة، ويجب أن نفتخر أننا قدمنا أبنائنا وهم أعز وأغلي ما نملك شهداء في سبيل الحفاظ علي تراب هذا الوطن، نحن من نحمل لقب أمهات وأسر الشهداء، وهذا فخر وشرف لنا جميعا.

التعمير
كفرالشيخ والدة الشهيد عم الشهيد محمود فكري