أخبار

أسرار مهنة (الششنجي) في حارة الصاغة

الششنجى عمرو
الششنجى عمرو

كتبت سمر عادل

لكل حرفة شيوخها وعاشقيها يتوارثها الأجيال بكل اهتمام خوفاً من إنقراضها، فهناك حرف عتيقة وهامة لكثرة تفاصيلها منها مهنة (الششنجي) التي أرتبطت ملامحها ببريق المعدن الأصفر وأصالته داخل حارة الصاغة بشارع المعز.

ومع الإرتفاع الجنونني خلال الأيام القليلة الماضية لمعدن الذهب ظهرت حالات كثيرة للغش في معدن الذهب مما دفع العديد إلى دق باب (الششنجي) قبل شراء السبائك والعملة الذهبية بأشكالها وأحجامها المتنوعة للتأكد من قيمتها الحقيقة وعدم غشها، فتعد مهنة (الششنجي) طريقة يدوية لتحديد عيار معدن الدهب، وقد شهدت المهنة بأسرارها تطور كبير يواكب التكنولوجيا الحديثة بتحولها من فحص باليد إلى استخدام الكمبيوتر في الكشف عن عيار الذهب من خلال برامج حديثة، وفي كل الحالات الطريقة التقليدية التي لازال البعض يكشف بها عيار الذهب أو الطريقة الحديثة كلاهما طرق معقدة لا يعلم مفاتيحها سوى أصحابها.

من هؤلاء الششنجي عمرو عبد الحميد ابن مصر القديمة وأحد خبراء المهنة منذ أكثر من 20 عام، أقوم بفحص عينات من التراب المتنوع بالمعادن بالإضافة للذهب مثل النحاس والفضة وتقدير نسبة الذهب في التراب الموجود أمامي.

تابع عمرو:مهنتي كششنجي هو تحويل السبائك إلى عيار ذهب 24، بمعنى إذا كان لدي مجموعة سبائك بأي أوزان سواء كان كيلو أو اثنين أو عشرة بعيارات مختلفة لمعدن الذهب أو خليط يمكن تحويل ذلك إلى عيار 24، وبالنسبة لنا في مصر فإن التحليل أو الششن ينقسم الى نصفين، جزء يختص بالدمغة وجزء يختص بالصاغة، ما يختص بالدمغة المقصود به المشغولات، فأي مشغولات يتم تداولها في السوق لابد من التعرف علىها إذا كانت عيار 18 أو 21، وهل العيار مضبوط أم لا، فالتجار بعد الانتهاء من عملهم سواء كان تصنيع حلق أو خاتم أو دبلة يذهبون بمنتجاتهم بعد التصنيع إلى الدمغة لتحديد نوعية عيار الذهب مثلا 18 ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تخص الششنجي بالتأكيد على فحص العيار وانه هو المقصود، وهل هو بالفعل عيار 18 أم لا، وفي حالة إذا كان ينطبق عليه المواصفات توضع عليه الدمغة ويبدأ نزوله في المحلات بناءً على معرفة عياره وهذا الجزء المختص بالدمغة.

وأوضح عمرو، أن التاجر يحتاج الى عمل تحليل لمعدن الذهب طوال الوقت فهذه مهنته ولابد أن تخرج كما هو تعرض بياناتها، هناك نوعين من التجار أحدهم يشتري الكسر والآخر يصمم منتجات جديدة من المعدن النفيس، بمعنى صناعة المشغولات، يحتاج إلى التحليل في شيء واحد فقط هو التعرف على إذا كان ما تم صنعه بطريقة صحيحة أم لا قبل الذهاب به إلى الدمغة، فإذا تم الانتهاء من صناعة المشغولات بدون عمل تحليل له ثم ذهب به إلى الدمغة بدون التأكد من إذا كان عياره مضبوط أم لا، قد تقوم مصلحة الدمغة بتكسير ما صنعه، وبالتالي فهو معرض لخسارة الوقت والخامات والأجور.

بالنسبة للتاجر الذي يقوم بشراء الكسر فهو يحتاج إلى الششنجي كي يعرف سيبيع السبيكة بناءً على ماذا؟

فهذه السبائك لا تكون عيار واحد، لكن من الممكن ان يكون بها عيار 18 أو 21 أو عيار 24 أو 9، خليط من العيارات، وعندما يتم خلطها معًا تصبح سبيكة، وعند شرائي هذه السبيكة أريد أن أعرف كم عيارها؟ لكي أستطيع دفع ثمنها فمن الذي يحدد كما عيارها؟ هو الششنجي لذلك ألجأ إلى الششنجي، أعطيه السبيكة يقوم بوضع الختم عليها ورقم السبيكة وعيارها وياخذها التاجر الصغير يبيعها إلى تاجر كبير، ويأخذ منه النقود ليعود إلى محله، ويشتري الكسر مرة أخرى ويعيد الدورة من جديد.

وتعود خطورة تحليل عيار الذهب إلى أن الششنجي هو المسؤول عن أي خطأ، فلو كتب العيار خطأ يحاسب عليه ودفع المال فوراً، لذلك من أهم مواصفات الششنجي أن يكون أمين جدًا ويكون فني بدرجة عالية لكي لا يكون هناك أخطاء لديه.

بالنسبة لغش الذهب، في الفترة الحالية من المعروف أن الذهب هو افضل شيء يحفظ به الأموال أي شيء آخر، لذلك لابد أن يحرص المستهلك على أن التعامل مع شركات موثوق فيها، سواء على مستوى المشغولات أو السبائك.

هذه المهنة من أصعب المهن ، مرهقه جدًا، وتحتاج إلى الذهن، ودرجة عالية من الفنية، تحتاج إلى الثقة، والخامات التي تستخدم في تحديد العيار والكشف عن هويته عن طريق الأحماض، وبعض الكيماويات والميزان، والطريقة اليدوية هي الوحيدة التي يوجد بها الفنية العالية، ومصلحة الدمغة والموازين تعمل بها.

وفي الفترة الأخيرة، في آخر 10 سنوات تقريبًا بدأ يدخل مصر طريقة أخرى لتحديد العيار، وهي عن طريق استخدام الليزر والأشعة البنفسجية، لكي أستطيع تحديد عيار الذهب، وهذه الطريقة مفيدة في السبائك فقط، ولكن لا تفيد في المشغولات، إلى جانب أنها تفيد في نوع معين من أنواعالسبلائك، وليست كل السبائك نستطيع تحديد عيارها عن طريق الكمبيوتر، وهي الطريقة المستحدثة بالليزر، هناك سبائك لا يمكن تحليلها بهذه الطريقة، لابد من الطريقة اليدوية.

التعمير
اسرار مهنه الششنجى فى حارة الصاغة