عمرو وهيب يكتب: الذهب إلى أين خلال عام 2024

رؤية تحليلية لوضع أسعار الذهب عالميا فى الفترة الحالية ومعطياتها السعرية خلال العام القادم ٢٠٢٤ نجد أنه بالرغم من أن الإستمرار من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي فى تقديم موقف متشدد لسياسة نقدية عام ٢٠٢٤ مازال مستمرا نجد أنه مازال الذهب يسجل أداءا قويا نحو الارتفاع ليصل لنحو ٢٠٠٠ دولار للأوقية وتعداها أيضا ولا ننسي بأنه من المتوقع إستمرار بقاء التضخم الأمريكى أعلي بشكل كبير من هدف البنك الفيدرالي الأمريكي والذى يصل إلى معدل ٢٪ وبالتالي فإن هذا يؤكد ويشير إلى أن الفيدرالي الأمريكي لن يقوم بتخفيف فى السياسة النقدية مما سينعكس على تحركات أسعار الذهب عالميا بشكل لا يتعدى المستوى السعري ما بين ٢١٠٠ دولار- ٢٢٠٠ دولار للأونصة خلال مدة الثلاثة شهور الأولي من عام ٢٠٢٤ وهذا يعطى لنا انطباع بأن يكون هناك حذر شديد.

ومن المتوقع من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة القادمة وهذا الحذر أري أنه سيدفع المستثمرين للشراء فى الأشهر القادمة بشكل قوى مما سينعكس إيجابا على أسعار الذهب عالميا ليؤدى إلى إرتفاع أسعار الذهب لمستوى أعلي من سعر ال ٢١٠٠دولار للأوقية .

وبالنظر إلى أسعار الذهب خلال جلسة الأيام الماضية نجد أن سعره قد تعافي بجلسة يوم الجمعة الماضية من الخسائر التى لحقت به حيث نجد أن دعم تراجع الدولار الأمريكي مع إنخفاض العوائد من السندات الأمريكية بالتزامن أيضا مع التوترات الجيوسياسية كلها مع دعمت الصعود القوى للذهب بتداول جلسة يوم الجمعة الماضية بالنظر إلى تلك الأسباب سنجد أنها ساهمت فى التعزيز القوى للصعود السعري للذهب حيث نجد أن إنخفاض الدولار الأمريكي قد ساهم فى دعم الحركة السعرية الصعودية للذهب خلال التعاملات حيث سجل مؤشر الدولار انخفاضاً بنحو تقريبا 0.12% ليصل إلى مستوى ١٠٣.٣٩٩ نقطة ومنها تم الشراء للذهب حيث كان أقل تكلفة بالنسبة للمستثمرين.

أما فيما يتعلق بالعوائد للسندات الأمريكية فنجد أنها قد تراجعت وهذا التراجع انعكس إيجاباً لتعزيز الصعود السعري للذهب لتداولات اليوم وبالتالي أصبح الذهب كسعر وكشراء فرصة للاستثمار والاقتناء بشكل أفضل مقارنة بشراء السندات وعائدها حيث نجد أن عائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات قد سجل انخفاضاً بنحو تقريبا 0.32% إلى ٤.٣٣٥٪ كما تراجع عائد السندات الأمريكية لأجل ٢٠ عاما بنسبة تقريبا 0.1% ليسجل نحو ٤.٦٩٠٪.

أما فيما يتعلق بتزايد التوترات الجيوسياسية عالميا فنجد أن الذهب قد إستفاد فعليا من دوره كملاذ أمن فى الفترات التى تصيبها الاضطرابات والتوترات الجيوسياسية لهذا فإن تلك التوترات الجيوسياسية تؤثر إيجابيا وتنعكس على سعر الذهب صعودا كملاذ للتحوط من مخاطر التوترات الجيوسياسية وفى ضوء هذا وما سبق نجد أن تلك العوامل المؤثرة الإيجابية قد إنعكست على سعر الذهب وصعوده الفوري حيث قد بلغت تقريبا بنسبة 0.23% ليصل إلى مستوى سعري بلغ 2040.95$ دولار للأوقية وفى نفس الوقت نجد أنه قد إرتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بما يصل تقريبا إلى 0.17% ليصل إلى مستوى سعر ال2041.60$ دولار للأوقية.

لهذا نجد أنه وفى ظل صعود أسعار الذهب بتداولات يوم الجمعة الماضية نري أنه يتجه للصعود لتحقيق ثالث أرباح أسبوعية على التوالي حيث نجد أن أرباحه قد تم تقديرها تقريبا منذ أول الاسبوع الماضي وحتى الآن حوالى تقريبا 1.94% ولا نغفل هنا بأن أسعار الذهب قد حققت أرباحا شهرية قوية قدرت خلال شهر نوفمبر الماضي ٢٠٢٣ تقريبا بنحو نسبة ال 2.63% وبناءا عليه أرى خلال الفترة المقبلة من العام الحالي ٢٠٢٤ وبعد جلسة يوم الجمعة الماضي ١ ديسمبر ٢٠٢٣

ومع اندفاع أسعار الذهب للصعود بشكل قوى لينجح بتحقيق هدف سعري بلغ عند مستوى ال 2075.25 دولار للأوقية أجد أنه قد فتح الباب والمجال أمام السعر ليتخطى مستوى سعر ال 2100$ دولار للأوقية محققا مكاسب إضافية مع الأخذ بعين الاعتبار أن التماسك السعرى للذهب عند مستوى ال 2075.25دولار للأوقية الماىل للصعود سيضغط على السعر للإرتداد منه هبوطا والتوجه نحو إختبار سعرى عند مستوى ال 2033.00$ دولار للأوقية والارتداد منها صعودا ليتعدي المستويات السعرية الصعودية التى ذكرناها سابقاً وهى على التوالي مستوى ال 2100$-2200$ دولار للأوقية خلال فترة الثلاثة شهور الأولي من العام القادم فى الربع الأول ٢٠٢٤ ومن بعدها سينطلق كرالي سباق للصعود لتحقيق مستويات سعرية غير متوقعة وقد ذكرتها مرارا وتكرارا فى العديد من التحليلات الإقتصادية للذهب سابقا أما فيما يتعلق بأسعار الذهب بالسوق المصري فأجد بأن السعر هنا فى السوق المصرى المحلي سيعاود الإرتفاع لمستويات قياسية بحيث سيصل سعر الذهب عيار ٢١ على سبيل المثال لا الحصر لمستوي يتعدى مستوي ال ٣٥٠٠جنيه للجرام على أن يصل إلى مستوى سعري تقريبا حوالى ال ٤٠٠٠جنيه وكما ذكرت سابقا بأن الذهب سيواصل الارتفاع الكبير عالميا ومحليا خلال الفترة العشر سنوات القادمة ليصل لمستويات عالية قياسية لا يصدقها العقل .

عمرو وهيب

خبير أسواق المال

عضو مجلس إدارة شركة كايزن للإستشارات المالية