أراء

صفوت عمران يكتب: بهاء ابوشقة.. رجلاً باع نفسه!!

الحدث 60


بهاء ابوشقة نموذج لـ«الشخصيات اللي ملهاش لازمة» .. انحرف عن دوره كرجل قانون فأصبح أحد أدوات الأعمال التخريبية وإفساد المؤسسات والتضييق على المصريين، نال شهرته بأنه رجل قانون إلا أنه ارتكب كل الموبقات السياسية التي لا تتناسب إطلاقاً مع رجال القانون، جاء رئيساً لحزب الوفد في غفلة من الزمن .. دخل الحزب عضواً للهيئة العليا دون أن يضبط قبل ذلك ممارساً للعمل السياسي والعمل العام، ولأنه كان داخل الحزب مثل الكرسي الذي يقعد عليه ومجرد داعم لمن جاء به إلى قمة الهيئة الوفدية، نال استحسان من يدير الأمر وتم تصعيده في غفلة من الزمن أيضاً سكرتيراً عاماً للحزب باعتباره مأمون الجانب في ظل أحد الصراعات المدمرة التي شهدها حزب الوفد، وبنفس ذات الصفات قرر من يدبر الأمر السياسي في مصر أن يصعد به رئيساً لحزب الوفد، وبعدها تحول الحزب من «حزب معارض» إلى «حزب منافق»، من «حزب مبادىء وقيم وأصول» إلى «حزب يبيع مواقفه ومواقعه التنظيمية وكارسيه في البرلمان لمن يدفع».

بهاء ابوشقة غدر بمن كان سبب وجوده في الحزب، وباع كل من ساندوه، فهو أحد أشهر من ينطبق عليهم المثل الشعبي «يتمسكن لحد ما يتمكن» .. فقد جاء بخطة واضحة "تدجين حزب الوفد»، ونزعه من سياقه التاريخي والسياسي، وتحت شعار «المناصب والمواقع داخل الحزب لمن يدفع» حصل على تبرعات بالملايين من الذين اتخذوا «الوفد بوابة العبور إلى تحقيق طموحهم السياسي والوصول إلى مقاعد مجلسي النواب والشيوخ» ضمن الحصة التي يحصل عليها الوفد مقابل «خطة التدجين» سابقة الذكر، والمفارقة أن بهاء نفسه الذي يعد واحد من أثرياء المحامين في مصر فعل ذلك في الوفد دون أن يدفع مليما وأحد من ثروته، بل أصبح رئيساً للجنة التشريعية في مجلس نواب 2015، ثم وكيلاً لمجلس الشيوخ في 2020، وفي ذات الوقت جاء ب«أبنته» من «النادي والمنزل» مباشرة إلى قمة العمل السياسي «عضوه في مجلس النواب» ضمن ذات الحصة المخصصة لـ «حزب الوفد»دون أن يسألها أحد: أين مارستي العمل السياسي قبل وصول والدك لرئاسة حزب الوفد؟!.

#بهاء ابوشقة ساهم أثناء رئاسته اللجنة الدستورية والتشريعية في مجلس النواب في إصدار مئات القوانين الفاسدة وسيئة السمعة، مازال المصريون يدفعون ثمنها حتى الآن، ولن ينسى المصريون أنه وافق مثل غيره من أعضاء مجلس نواب 2015 على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتان، ومرر إتفاق سد النهضة، كل هذا وغيره من أجل أن يجلس على مقعديه في الوفد ومجلس النواب، وقد كان يخطط لأن تكون مكافأته الحصول على رئاسة مجلس الشيوخ الذي انشئ وفق تعديلات الدستور في 2019، إلا أنه بسبب أخطائه الفادحة أثناء إدراة حزب الوفد، وجد صانع القرار أنه لا يستحق أن يكون رئيساً لمجلس الشيوخ، فاستقر الأمر أن يكون وكيلاً لمجلس الشيوخ وأن تحصل ابنته على عضوية مجلس النواب، ثم جاءت انتخابات رئاسة الحزب في 2022، لتكشف غضب الجميع من اداء «ابوشقة» وتتم الإطاحة به من رئاسة الوفد، ولم يشفع له ما قدمه في أن يظل رئيساً الوفد ولاية ثانية وفق لائحة الحزب التي تتيح لرئيسه أن ينتخب ولايتين متتاليتين فقط، وكان اللافت أن الإطاحة به تمت أمام مرشح غامض وليس من «صقور الوفد»، وهو ما يكشف أن «بيع ابوشقة تم بالرخيص»، وأنه خرج غير مأسوفا عليه من «حزب سعد باشا زغلول ومكرم باشا عبيد ومصطفى باشا النحاس».

#ابوشقه - الذي تجاوز الـ 80 من عمره - لم يقنع بما حقق، بل مازال يريد أن يقدم نفسه مجدداً لصانع القرار، حيث فوجئ المصريون أنه يقترح اليوم أمام مجلس الشيوخ جبايه جديدة، هذه المرة على أبناء مصر العاملين في الخارج، وقال: «يجب تخصيص نسبة من مرتبات المصريين بالخارج للدولة بشكل إجباري» .. ولا نعرف من أين جاء رجل القانون والمحامي الشهير بهذا المقترح، واستمده من أي نص دستوري، ولماذا لا يبدأ بنفسه، ويعلن تخفيض مذكرة النقض التي يكتبها عن 250 ألف جنيه، وتخفيض أتعاب القضية التي يحصل عليها عن 500 ألف جنيه، لماذا لا يتبرع بالـ150 فدان التي يملكها في المنصورية من أجل مصر؟! وما خفي كان أعظم.. استقيموا يرحمكم الله، محاولات تدوير ... لن تنفع.

التعمير